حفظ أولادك القرآن من خلال قصص القرآن … طريقة أقترحها أحد متابعين الموقع و يؤكد إنها طريقة ناجحة و يستخدمها فى تحفيظ أبنائه, ويرى أن هذا الأسلوب من شأنه تحبيب الطفل فى حفظ القرآن من خلال التشويق و المتعة التى يجدها فى قصص القرآن كما أن ذلك سيزيد من فهمه و تدبره للقرآن.دعونا نجرب هذه الطريقة و نتمنى أن تستفيدوا منها.
اليوم سنتعلم:
قصة بقرة بنى إسرائيل
قال الله تعالى:(( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ))
سورة البقرة الآيات 67-73.
يحكى أنه كان هناك رجلٌ من بني إسرائيل، كثير المال، ولم تكن عنده غير ابنة واحدة.. وكان لهذا الرجل ابن أخ فقير، محتاج.. وفي يوم من الأيام تقدّم هذا الفتى لخطبة ابنة عمّه.. إلا أنّ عمّه أبى أن يزوّجه إياها بحجّة أنه لا يملك من المال ما يعول به نفسه، فكيف يستطيع أن يعول زوجة وأطفالاً؟..
وعندما علم الفتى برفض عمّه تزويجه من ابنته، غضب غضباً شديداً وقال في نفسه:
(والله لأقتلنّ عمّي، ولآخذنَّ ماله، ولأتزوجنَّ ابنته، ولآكلنَّ ديته)..
ومضت الأيام والفتى يفكر في طريقة يتخلّص بها من عمّه، إلى أن جاء تجّار من بني إسرائيل – وهنا خطرت بذهن الفتى خطَّة- فأسرع نحو عمّه وطلب منه أن يذهب معه ليشتري من بضائعهم..
واستجاب العمّ لرغبة ابن أخيه، وخرج معه بعد أن هجم الليل بظلامه وفي الطريق غدر الفتى بعمّه فقتله، وعاد مسرعاً إلى منزله وكأنَّ شيئاً لم يَكُن..
وفي الصباح جاء الفتى يطلب عمَّه كعادته – وكأنه لا يدري أين هو – فلمّا لم يجده انطلق يبحث عنه إلى أن وصل إلى المكان الذي قَتَلَ عمّه فيه، ورأى مجموعة من التجّار وقد تحلَّقوا حول الجثة.. فصرخ الفتى القاتل ثم خرَّ إلى الأرض، وأخذ يبكي وينثر التراب على وجهه ويصرخ واعماه ثم التفت إلى التجار يطلب ديّته، فقال ذوو الرأي منهم:
– اذهبوا واحتكموا إلى نبي الله موسى قبل أن تتشاجروا.
فذهبوا إليه فحكم عليهم بالديّة، فتوجّه إليه أحد التجار قائلاً:
– يا رسول الله ادعُ لنا ربَّك يبيّن لنا مَنْ قاتلُ هذا الرجل، فوالله إن ديّته علينا لهيّنة، ولكن نريد أن نعرف القاتل؟!
ردّ عليهم موسى عليه السلام: (إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)..
تعجّب التجار من قول موسى وقالوا له:
– نحن نسألك عن القتيل، ونريد أن نعرف من قتله وأنت تقول لنا اذبحوا بقرة؟ هل تسخر منّا يا موسى؟
قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
إلاّ أنّ تعنّت بني إسرائيل، وكثرة أسئلتهم لرسولهم عن البقرة: ما صفتها؟ ما لونها؟ إلى درجة: لمّا ضيّقوا فيها على أنفسهم ضيَّقَ اللهُ عليهم، ولو أنهم ذبحوا أية بقرة منذ البداية لخرجوا من هذا المأزق.. ولكنهم شدّدوا فشدّد الله عليهم.
(قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي، إنّ البقر تشابه علينا).
وكانت البقرة التي أمرهم الله أن يذبحوها متوسطة العمر، قويّة ولونها أصفر جميل، تدخل السعادة والسرور على قلب من يراها وخالية من العيوب..
فأخذوا يجدّون في البحث عنها، حتى وجدوها عند رجل لا يملك في هذه الدنيا سوى هذه البقرة الوحيدة فطلبوها منه فأبى أن يعطيهم إيّاها.. فما زالوا يضاعفون في ثمنها حتى بلغ عشر مرات وزنها ذهباً..
عند ذلك أشار عليهم أن يأخذوها ويذبحوها ويضربوا القتيل ببعضها، وعندما فعلوا ذلك دبّت الحياة في جثّة القتيل فسألوه:
– من قاتلك؟ فأشار إلى ابن أخيه ثم عاد إلى الموت..
وهكذا فضح الله القاتل الذي اعترف بجريمته طمعاً في إرث عمّه، فحكموا عليه بحرمانه من إرث عمّه أولاً، ثم بقتله.
ماذا نستفيد من هذة القصة:
- لا نعترض على كلام الله و لا نشكك فيه.
- أن نسمع و نطيع أوامر الله و لا نجادل فى أوامر الله فعندما جادل بنى إسرائيل و أخذوا يسألون عن سن البقرة و لونها و علاماتها المميزة فشدد الله عليهم و صعب الأمر عليهم.
- أن لا نكون مثل بنى إسرائيل حيث كانوا يسيئون الأدب مع نبى الله وكلام الله ويظهر ذلك فى قولهم (ادع لنا ربك) و لم يقولوا (ادع لنا ربنا) فكأنهم يقصرون ربوبية الله تعالى على موسى. ويخرجون أنفسهم من شرف العبودية لله وأيضا عندما قالوا له: “الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ”. كأنه كان يلعب قبلها معهم، ولم يكن ما جاء هو الحق من أول كلمة لآخر كلمة.
- أن الله قادر على إحياء الموتى.
- أن الطمع و الكذب و القتل أفعال سيئة عاقبتها وخيمة.
فيديوهات للقصة:
https://youtu.be/iDJ-cHoxhrI