قصة قابيل و هابيل

حفظ أولادك القرآن مع قصص القرآن .. طريقة أقترحها أحد متابعين الموقع و يؤكد إنها طريقة ناجحة و يستخدمها فى تحفيظ أبنائه, ويرى أن هذا الأسلوب من شأنه تحبيب الطفل فى حفظ القرآن من خلال التشويق و المتعة التى يجدها فى قصص القرآن كما أن ذلك سيزيد من فهمه و تدبره للقرآن.دعونا نجرب هذه الطريقة و نتمنى أن تستفيدوا منها.

من أجمل القصص القرآني تلك القصة التي جَرَتْ أحداثها في بداية الوجود الإنساني على وجه الأرض، قصة اليوم تحكي عن أول جريمة وقعت في الأرض، هي نموذج لطبيعة الصراع الأزلي بين الخير والشر، الطِّيبة والوداعة، أمام القسوة والعدوان بغير الحق، قد يبدو في الظاهر أن الشر انتصر في معركته على الخير، إلا أنه انتصار زائف زائل، وخسارة مؤكدة في الدنيا قبل الآخرة.

قال الله تبارك وتعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ ءَادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتي أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)} (سورة المائدة).

تتلخص قصة هابيل وقابيل أن حواء عليها السلام ولدت أربعين بطنًا وكانت تلد في كل بطن ذكرًا وأنثى، وكان سيدنا ءادم عليه السلام يُزوج ذكر كل بطن بأنثى من بطن أخر.

ويقال إن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل التي كانت أجمل من أخت هابيل لكن قابيل أراد أن يستأثر بها، فأمره ءادم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قربانًا وهو ما يتقرب به إلى الله تعالى وذهب آدم إلى مكة ليحجّ، وقرّب كل واحد منهما قربانه بعد ذهاب أبيهم آدم عليه السلام، فقرَّب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم، وأما قابيل فقرب حزمة من زرع رديء وكان صاحب زرع، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل.

فغضب قابيل غضبًا شديدًا وقال لأخيه هابيل لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال له: إنما يتقبل الله من المتقين.

وذات ليلة أبطأ هابيل في المرعى فبعث سيدنا آدم عليه السلام (وكان قد رجع من الحج) أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذ هو به، فقال له: تقبل منك ولم يتقبل مني، فقال له هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين.

فغضب عندئذ قابيل، ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه، وقيل خنقه خنقًا شديدًا. وأما قول هابيل لقابيل: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ (29)} (سورة المائدة) فمعناه أريد ترك مقاتلتك وإن كنت أشد منك واقوى فتتحملُ إثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك.

وقيل: لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله، وكره أن يأتي به آدم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، فقال عندها قابيل: {يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي} (سورة المائدة/31) ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب.

وليعلم أن ابن آدم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلمًا مؤمنًا ولم يكن كافرًا، وإنما ارتكب معصية كبيرة بقتله أخاه هابيل ظلمًا وعدوانًا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل” أي ظلمًا. فعُلم من ذلك ان قابيل ما تاب من قتله لهابيل.

 

ماذا نستفيد من هذه القصة:

في هذه القصة الكثير من الدروس والعِبر التي تستطيع الأم أن تغرسها في أطفالها منها:

♦ الدنيا فيها الخير والشر، الأبرار والفجار.

♦ الحسد والطمع إذا تمكَّنا من قلب الإنسان أورداه المهالك، وكانت عاقبته سوءًا.

♦ تقوى الله عز وجل هي سبب لقبول العمل.

♦ الله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبًا، فلنتخير أطيب أموالنا لله عز وجل.

♦ من أخلاق المسلم ألا يعتدي على أخيه المسلم.

♦ ندم الإنسان على ما اقترفه من معاصٍ لا يرفع عنه العقوبة، أما الندم الذي يرفع العقوبة فهو الندم الذي يعقبه توبة صادقة نصوح.

♦ الفوز الحقيقي هو الفوز بالجنة ورضا الله عز وجل، والخسارة كل الخسارة في اتباع الشيطان

فيديوهات عن القصة

الجزء الأول

الجزء الثانى

https://youtu.be/TOEp_Ah_KeA

 

فيديو آخر

https://youtu.be/4wkYqM0WCMk

أضف تعليق

عدد التعليقات

عن atfalclub

هدفنا نشئة جيل جديد يحب العلم و المعرفة و يعلم شئ عن كل شئ, يفهم لا يحفظ .. يجرب بيديه ويستكشف .. يُبدع ويتميز.

اضف رد